بقلم – محمد مقلد
معظم الناس وجدوا أنفسهم فجأة وبدون أى مقدمات ، داخل سجن كبير ، أسواره
محاطه بالخمول والاكتئاب العام ، والظروف الاجتماعية المعقدة ، وسيطرة
التشاؤم وغياب أمل التفاؤل بشكل تام ،
وعوامل مناخية وظروف طبيعة أثرت على المزاج العام ، والخوف من مستقبل يعتقدون أنه
يحمل لهم متاعب تضاف إلى متاعبهم ، وظروف اقتصادية صعبة ، وعادات اجتماعية وعلاقات
أسرية أجهضتها وسائل تواصل ولدت من رحم التكنولوجيا الحديثة ، وصلة رحم قضت عليها
نظرية " الأنا وحب النفس "
نعم أنه السجن الذى فرضته على الجميع عوامل متنوعة ، أهمها على الإطلاق ،
الابتعاد وباختيار الناس أنفسهم ، عن تقاليد وعادات وتعاليم ديننا الحنيف ، نعم
ابتعدوا عن الدين فدخلوا قفص الخمول والاكتئاب ، ابتعدوا عن الدين فغرقوا فى بحر
عميق من التشاؤم ، وتناسوا أن من يتفاءل بالخير لابد أن يجده ، فالحياة بشكل عام
هى اختبار يضع الله تعالى فيه الانسان ، اختبار الإجابة عن أسئلته من كل مسلم بنية
صافية ، يضعه على طريق النجاح ورضا الله تعالى ، فينال جائزته الكبرى بجنات عرضها
السماوات والأرض.
فهل الانسان بالفعل يقضى ما عليه من فروض الطاعة لله ، ويحافظ على أحكام
شرعه ، ويؤدى الفرائض المقررة بنية خالصة لوجهه تعالى ، فإذا كانت الاجابة على ذاك
السؤال بنعم ، فهذا فى حد ذاته ، كفيل بأن يزيح عن طريقك أى شئ يقودك للخمول
والاكتئاب ، وترجح لديك كفة التفاؤل مهما كانت الظروف المحيطة ، فالدين الإسلامي
على الدوام يطالبنا بالنظر إلى المستقبل بنظرة يكسوها التفاؤل ، والايمان بذلك
يجعل لديك يقين كامل ، أن كل ما تمر به من ظروف حياتية صعبة ، ما هو إلا ابتلاء من
الله تعالى ، ليختبر مدى صبر عبده المؤمن على المحن.
ألم تقف مع نفسك للحظة واحدة ، وتحاول أن تحاورها وتستفسر منها ، لماذا
أصبح كل شئ يحيط بك كمرض السرطان الذى يستشرى بسرعة فائقة ليقضى على حياة صاحبه ؟
ألم تسأل نفسك ، لماذا تحولت الطبيعة إلى وحش يطارد الأيام المتبقية فى عمرك ؟
ومناخ غريب يهدد وجودك ، ألم تهمس فى أذنها لتستفسر منها عن الأوبئة التى انتشرت
والحروب التى اندلعت ، وأحداث متلاحقة أثرت على الأوضاع الاقتصادية ، جعلتك مشغول
بفكرة توفير قوتك وقوت أولادك
لماذا لم تصطحب نفسك فى رحلة
ترفيهيه على ضفاف النيل ، لتسألها عن انهيار المجتمع الأخلاقي والتفكك الأسرى ،
والتخلص من عادات نشأ عليها أجدادك ، أسألها ،، نعم أسألها ، أين ذهبت المحبة بين
الناس ، والترابط والمودة بين الجيران ، واحترام الصغير للكبير، والأمان الذى كان
يجعل أبواب البيوت مفتوحة على الدوام دون خوف ، نعم أسألها أين المسلمون من مساجد انتشرت
فى كل بقعة على أرض المحروسة ، وأين ذهبت رحمتهم بالفقير وأصحاب الاحتياج .
كل العادات والتقاليد الجميلة ، التى كانت تزين حياتنا ، دهسها دون رحمة
قطار التكنولوجية ، وسقطنا جميعاً ضحايا تحت عجلاته ، واكتفينا بالترحم على أيام
زمان وناس زمان والزمان نفسه ، وتناسينا حتى وجود خالق لهذا الكون له علينا طاعات
وواجبات أغفلناها عن عمد وجهل ، واخترنا بإرادتنا الكاملة أن نخرج فى رحلة طويلة
عبر سفينة الدنيا وحتى الآن قررنا ألا نعود .
وبعد كل ذلك لابد ألا نندهش ، عندما يعلن الله تعالى عن غضبه ويسلط علينا
طبيعته لعلنا نفيق من غفلتنا ، ونعود لرشدنا وديننا ، بعد أن ضللنا الطريق ، ويرسل
لنا إشارات واضحة بأنه تعالى غير راضى عن ما آلت إليه أحوال أمة تنتظر أن يشفع
إليها نبيه يوم القيامة .
الحل يا سادة لكل مشاكلنا ومتاعبنا فى الدنيا واضح للجميع ، فكلها فى
النهاية أمور صنعها الله تعالى بمشيئته ، وعلينا أن نتقبلها ، ونعود لصوابنا
وفطرتنا التى خلقنا عليها ، ونطهر قلوبنا من بقايا جهل ، نمى بعقولنا بفهم خاطئ لما يدور حولنا ، الحل
يا سادة أن نلحق أنفسنا وننهض سريعاً من تحت عجلات قطار التكنولوجيا ، ونعود
لرشدنا بـ " الفرار إلى الله "