google-site-verification: google954c7d63ad8cb616.html
عيون الخريف عيون الخريف
recent

أخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

فروا إلى الله


فروا إلى الله





بقلم – محمد مقلد

 


معظم الناس وجدوا أنفسهم فجأة وبدون أى مقدمات ، داخل سجن كبير ، أسواره محاطه بالخمول والاكتئاب العام ، والظروف الاجتماعية المعقدة ، وسيطرة التشاؤم  وغياب أمل التفاؤل بشكل تام ، وعوامل مناخية وظروف طبيعة أثرت على المزاج العام ، والخوف من مستقبل يعتقدون أنه يحمل لهم متاعب تضاف إلى متاعبهم ، وظروف اقتصادية صعبة ، وعادات اجتماعية وعلاقات أسرية أجهضتها وسائل تواصل ولدت من رحم التكنولوجيا الحديثة ، وصلة رحم قضت عليها نظرية " الأنا وحب النفس "

 

نعم أنه السجن الذى فرضته على الجميع عوامل متنوعة ، أهمها على الإطلاق ، الابتعاد وباختيار الناس أنفسهم ، عن تقاليد وعادات وتعاليم ديننا الحنيف ، نعم ابتعدوا عن الدين فدخلوا قفص الخمول والاكتئاب ، ابتعدوا عن الدين فغرقوا فى بحر عميق من التشاؤم ، وتناسوا أن من يتفاءل بالخير لابد أن يجده ، فالحياة بشكل عام هى اختبار يضع الله تعالى فيه الانسان ، اختبار الإجابة عن أسئلته من كل مسلم بنية صافية ، يضعه على طريق النجاح ورضا الله تعالى ، فينال جائزته الكبرى بجنات عرضها السماوات والأرض.

 

فهل الانسان بالفعل يقضى ما عليه من فروض الطاعة لله ، ويحافظ على أحكام شرعه ، ويؤدى الفرائض المقررة بنية خالصة لوجهه تعالى ، فإذا كانت الاجابة على ذاك السؤال بنعم ، فهذا فى حد ذاته ، كفيل بأن يزيح عن طريقك أى شئ يقودك للخمول والاكتئاب ، وترجح لديك كفة التفاؤل مهما كانت الظروف المحيطة ، فالدين الإسلامي على الدوام يطالبنا بالنظر إلى المستقبل بنظرة يكسوها التفاؤل ، والايمان بذلك يجعل لديك يقين كامل ، أن كل ما تمر به من ظروف حياتية صعبة ، ما هو إلا ابتلاء من الله تعالى ، ليختبر مدى صبر عبده المؤمن على المحن.

 

ألم تقف مع نفسك للحظة واحدة ، وتحاول أن تحاورها وتستفسر منها ، لماذا أصبح كل شئ يحيط بك كمرض السرطان الذى يستشرى بسرعة فائقة ليقضى على حياة صاحبه ؟ ألم تسأل نفسك ، لماذا تحولت الطبيعة إلى وحش يطارد الأيام المتبقية فى عمرك ؟ ومناخ غريب يهدد وجودك ، ألم تهمس فى أذنها لتستفسر منها عن الأوبئة التى انتشرت والحروب التى اندلعت ، وأحداث متلاحقة أثرت على الأوضاع الاقتصادية ، جعلتك مشغول بفكرة توفير قوتك وقوت أولادك

 

 لماذا لم تصطحب نفسك فى رحلة ترفيهيه على ضفاف النيل ، لتسألها عن انهيار المجتمع الأخلاقي والتفكك الأسرى ، والتخلص من عادات نشأ عليها أجدادك ، أسألها ،، نعم أسألها ، أين ذهبت المحبة بين الناس ، والترابط والمودة بين الجيران ، واحترام الصغير للكبير، والأمان الذى كان يجعل أبواب البيوت مفتوحة على الدوام دون خوف ، نعم أسألها أين المسلمون من مساجد انتشرت فى كل بقعة على أرض المحروسة ، وأين ذهبت رحمتهم بالفقير وأصحاب الاحتياج .

 

كل العادات والتقاليد الجميلة ، التى كانت تزين حياتنا ، دهسها دون رحمة قطار التكنولوجية ، وسقطنا جميعاً ضحايا تحت عجلاته ، واكتفينا بالترحم على أيام زمان وناس زمان والزمان نفسه ، وتناسينا حتى وجود خالق لهذا الكون له علينا طاعات وواجبات أغفلناها عن عمد وجهل ، واخترنا بإرادتنا الكاملة أن نخرج فى رحلة طويلة عبر سفينة الدنيا وحتى الآن قررنا ألا نعود .


وبعد كل ذلك لابد ألا نندهش ، عندما يعلن الله تعالى عن غضبه ويسلط علينا طبيعته لعلنا نفيق من غفلتنا ، ونعود لرشدنا وديننا ، بعد أن ضللنا الطريق ، ويرسل لنا إشارات واضحة بأنه تعالى غير راضى عن ما آلت إليه أحوال أمة تنتظر أن يشفع إليها نبيه يوم القيامة .


الحل يا سادة لكل مشاكلنا ومتاعبنا فى الدنيا واضح للجميع ، فكلها فى النهاية أمور صنعها الله تعالى بمشيئته ، وعلينا أن نتقبلها ، ونعود لصوابنا وفطرتنا التى خلقنا عليها ، ونطهر قلوبنا من بقايا جهل ،  نمى بعقولنا بفهم خاطئ لما يدور حولنا ، الحل يا سادة أن نلحق أنفسنا وننهض سريعاً من تحت عجلات قطار التكنولوجيا ، ونعود لرشدنا بـ " الفرار إلى الله "

 

 

عن الكاتب

عيون الخريف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

عيون الخريف