بقلم - محمد مقلد
عندما اتخذت قرارى لعمل موقع رسمى اخترت على الفور اسم "عيون الخريف " ، فربما يكون اسم غريب على موقع يهتم بالجانب السياسى والإخبارى والإجتماعى ، ولكن بالنظر لما يدور حولنا من أحداث سياسية واجتماعية وطباع بشرية سنكتشف دون عناء أننا نعيش فى مرحلة الخريف بإعتبارها أخر سطر قبل الصفحة الأخيرة التى ترسم ملامح النهاية
أليست علامات الساعة الصغرى بداية للنهاية التى سنقف وقتها جميعاً تسبقنا أعمالنا أمام خالق الكون ؟ فأنظروا أيها السادة إلى أفعال البشر بعدما استشرى بينهم الفساد وإنحطاط الأخلاق والقيم وضياع المبادئ والتربية القويمة ، والإبتعاد بصورة متعمدة و مقصودة عن حدود الدين ، والغرق فى بحر مفاتن الدنيا ومتعتها حتى وصلنا إلى عصرنشاهد فيه منعدم الأخلاق والضمير يتصدر المشهد ، والجاهل يصنف من صفوة المجتمع
نحن يا سادة فى عصر ضياع الحقوق وغياب الإنسانية والإستقواء على الضعفاء واستغلال المناصب والنفوذ ، واستحلال المال الحرام والأقنعة المزيفة على وجوه شاحبة ، عصر الإرهاب والحروب والأمراض المصطنعة ودول تتربص ببعضها البعض تترقب فرصة الإنقضاض على فريستها دون النظر إلى أن تلك الفريسة تخلف وراءها شعوباً من حقها أن تعيش مثلها مثل غيرها فى أمن واستقرار .
أنظروا أيها السادة إلى تعاملات البشر التى أنحدرت إلى أدنى درجاتها ولم تجدى معها حتى صلة الرحم نفسها ، عصر الأبن يقتل أباه ، والأب يجامع ابنته ، والأخ يسلب حقوق أخوته ، والزوج يقتل زوجته ويوارى جسدها فى التراب ليخفى معالم جريمته ، وزوجة تتفنن فى تقطيع لحم زوجها وكأنه شرائح بسطرمة ، وعاشق يذبح محبوبته على مرأى ومسمع من الجميع بدعوى أنه من المستحيل أن يعيش بدونها .
حتى ثورات الربيع العربى التى يتغنى بها البعض كشف قطار الزمن أنها لا تتعدى ثورات الخريف ، فما من دولة أكتوت بنار تلك الثروت المدبرة والمصطنعة إلا ودخلت لنفق مظلم من الإنهيار والتخبط السياسى والإقتصادى والأخلاقى ، فأين هى ليبيا الآن ، لقد نهبت ثرواتها وأصبحت أرضها مرتع خصب للجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة ،ولم يختلف الحال فى العراق وسوريا والسودان ، حتى مصر وتونس فما زالت آثار تلك الثورات تلقى بظلالها عليهما ولاسيما فيما يتعلق بالوضع الإقتصادى والجانب الأخلاقى ، ويكفى ما خلفته من دماء لضخايا لاذنب لهم فى الفخ السياسى الذى نصبه الغرب ووقع فى شباكه عقول عربية أقرت بندمها بعد أن أنقضى الأمر وجاء الوقت الذى لا ينفع فيه البكاء على اللبن المسكوب .
أليست هذه النبذة المختصرة جداً عن الأوضاع التى وصلنا إليها ونعيش فيها كافية لنؤمن جميعاً بأن قطار الزمن وصل بالفعل لمحطة الخريف وإطلاق اسم " عيون الخريف " على الموقع أمر عادى ؟.............الإجابة عندكم
وللحديث بقية إذا كان فى العمر بقية