كتب - أحمد هاشم
كشفت مصادر خاصة لوكالات أنباء عالمية ، أن هناك مفاوضات مكثفة مع الرئيس الروسى بوتين تقودها الأمم المتحدة وتركيا ، لإقناع الجانب الروسى ، بالتراجع عن قراره بمنع تمديد اتفاقية تصدير " الحبوب الغذائية " الأوكرانية عبر البحر الأسود لفترة جديدة بعد انتهائها مساء الاثنين ، فى ظل تعنت الكرملين ورفض تمديد الاتفاقية بدعوى اتهامها للجانب الأوكرانى بأنه وراء التفجير الثانى الذى تعرض له جسر القرم ، وهو الأمر الذى نفته الحكومة الأوكرانية.
وأغضب القرار الروسى عدد من الدول الأوربية والمنظمات العالمية ، التى أدانت هذا القرار، مؤكدة أن عواقبه ستكون وخيمة على عدد من الدول الفقيرة الأكثر احتياجاً للحبوب الغذائية ، مما يشير إلى الضغوط الدولية الكبيرة التى يتعرض لها بيوتن خلال الساعات الأخيرة للعدول عن قراره ، وهو الأمر الذى يتوقعه خبراء السياسة فى ظل هذه الضغوط الكبيرة.
الأزمة اشتعلت والعالم يدين القرار الروسى
الأحداث تتصارع بشكل لحظى فى الحرب الروسية
الأوكرانية ، والتى يتداخل فيها دول وأجهزة استخباراتية عدة ، وكل فريق يبحث عن
الأهداف التى تحقق مصالحه.
وخلال الساعات القليلة الماضية اشتعل الموقف
وتصاعد بين روسيا وأوكرانيا وعدد من المنظمات العالمية والدول الأوربية ، فى ظل
رفض الكرملين تمديد العمل بإتفاقية " البحر الأسود " الخاصة بتصدير
أوكرانية للحبوب الغذائية ، والتى تمنح أوكرانية الضوء الأخضر لمرور سفن تصدير
الحبوب الغذائية عبر البحر الأسود بصورة آمنة.
وأعلنت روسيا ، أنه لا داعى لمد فترة
الاتفاقية لفترة جديدة ، بعدما انتهت مساء أمس الاثنين ، متهمة أوكرانية بأن
صادرتها من الحبوب الغذائية لم تصل للدول الأكثر احتياجاً ، وأنها صدرتها لدول
ليست فى حاجة للحبوب الغذائية ، وهو الأمر الذى نفاه الجانب الأوكرانى ودفع رئيس
البلاد زيلينسكى ، للتصريح لوسائل الإعلام الغربية ، أن الصادرات ذهبت للدول
الأكثر احتياجاً فى قارتى أفريقيا وأسيا ، ووصلت إجمالى الصادرات إلى 33 مليون طن
من الحبوب الغذائبة ، وأن روسيا تبحث عن حجج واهية لوقف تنفيذ الاتفاقية بعد
الاتهامات التى وجهتها لاوكرانية بتورطها فى التفجير الثانى لجسر القرم .
وشدد الرئيس الأوكرانى على أن دولته ستواصل
تصدير الحبوب الغذائية دون النظر إلى القرار الروسى ، مؤكداً " أنهم ليسوا
خائفين " من أى عراقب لهذا الفعل.
أوكرانيا تتحدى القرار الروسى
![]() |
زيبلنيسكى |
وكشف خبراء السياسة العالميين ، أن قرار
الرئيس الأوكرانى وتحدية للجانب الروسى ، نابع من مساندة الأمم المتحدة وتركيا له
وهما طرفى اتفاقية " البحر الأسود" ، ووقوف عدد من الدول الأوربية فى
صفه وتنديدهم بالقرار الروسى ، كما عضد من موقفه بشدة زيارته لتركيا والدعم الكامل
الذى وجده من الرئيس التركى طيب أردوغان فيما يخص هذه القضية ، الأمر الذى أغضب
روسيا من تركيا وبالتالى أعلنت الصين الحليف الأول لروسيا غضبها من أردوغان
وأتهم " أنتونى بلينكنى " وزير
الخارجية الأمريكى روسيا باستخدامها الغذاء كسلاح فى حربها ضد أوكرانيا ، واصفاً
ذلك بالأمر الخطيرعواقبه ستكون وخيمة على الجميع ، ويأتى ذلك فى الوقت الذى أصدرت
فيه المفوضية الأوربية بيان تناقلته وسائل الإعلام العالمية ، على لسان " فول
دايرلايين " رئيسة المفوضية ، نندت من خلاله بلهجة حادة قرار الرئيس الروسى
ووصفته بالقرار " الأكثر وقاحة " فى حين طالبت فرنسا بوقف عملية
الإبتزاز الغذائى التى يستخدمها الرئيس الروسى للضغط على أوكرانيا والدول الحليفة
لها.
وواصل الرئيس الأوكرانى التحدى للرئيس الروسى
وقراره ، بإرسال رسالتين وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية ، لكلا من الرئيس
التركى رجب طيب أردوغان وأنطونيوغوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة ، للتأكيد من
خلالهما على عدم التفات أوكرانيا للقرار الروسى واستمرارها فى تنفيذ اتفاقية تصدير
الحبوب عبر البحر الأسود ، وأنها مستعدة لخضوع السفن للتفتيش كما هو متبع .
يذكر أن اتفاقية تصدير الحبوب الغذائية عقدت
فى يوليو من عام 2022 الماضى ، ووقعت عليها كل من روسيا وأوكرانيا وتركيا تحت مظلة
الأمم المتحدة ، والتى بموجبها سمحت روسيا وتركيا للجانب الأوكرانى بمرور سفنها
لتصدير الحبوب الغذائية عبر البحر الأسود مع خضوع تلك السفن للتفتيش ، ومن وقت
إبرام هذه الاتفاقية تم مد فترة العمل بها مرتين سابقتين قبل انتهاءها مساء
الاثنين .