السويد تعيد فتح جراح الإساءة للإسلام

 

متطرف يحرق المصحف الشريف

العالم ينتفض ضد السويد بعد تكرار واقعة حرق المصحف الشريف

تتصاعد وتيرة الغضب بصورة كبيرة ضد الحكومة السويدية ، عقب تكرار واقعة تدنيس المصحف الشريف وحرقه من قبل بعض اليمينيين المتطرفين ، وذلك بعد أيام معدودة من قيام شاب من أصول عراقية بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام أحد المساجد فى ستوكهولم بموافقة صريحة من حكومة السويد نفيها.

وبدأت تتوالى عمليات الشجب والإدانة من معظم الدول ، فمن جانبها أصدرت وزارة الخارجية المصرية ، بيان رسمى أدانت من خلاله سماح السلطات السويدية بتكرار عملية إهانة المصحف الشريف ، مشيرة إلى أن مثل هذه الحوادث تؤدى إلى تأجيج مشاعر المسلمين ، وينتهك مقدساتهم.

وأعلن ناصر الكنعانى المتحدث باسم وزارة خارجية إيران ، استدعاء السفير السويدى وتحذيرة من مغبة الاستمرار فى انتهاك مشاعر المسلمين وتدنيس المصحف الشريف بهذا الشكل ، أما حكومة قطر فقد سلمت السفارة السويدية مذكرة احتجاج رسمية ، فيما أعانت وزارة الخارجية الأردنية استدعاء السفير السويدى واعلان احتجاجها بشدة على واقعة حرق المصحف ، ونفس الأمر قامت به السعودية ومعظم الدول الإسلامية.

وأعلنت بعض الدول والمنظمات الغربية تضامنها مع العالم الإسلامى واستنكار الواقعة ، من بينها بريطانيا التى أعلنت عن احتجاجها على ما يتعرض له المسلمين من انتهاك لمقدساتهم بحرق المصحف الشريف ، ورحبت بالقرارات التى اتخذتها العراق ضد الحكومة السويدية ، فيما يتعلق بهذا الأمر ، كما استنكر الاتحاد الأوربي الواقعة بشدة ، ولكنه فى نفس الوقت أدان عملية الهجوم على السفارة السويدية فى العراق ، وأدانت الخارجية الأمريكية فى بيان رسمى واقعة حرق المصحف مطالبة بضرورة احترام المقدسات الدينية فى جميع دول العالم.

أما العراق فتعتبر الدولة التى كان لها رد فعل قوى عقب الحادث ، حيث قامت باستدعاء القائم بأعمال السفارة فى السويد وطرد السفير السويدى من بغداد ، فيما أعلن أحمد الصحاف المتحدث باسم وزارة الخارجية ، أن ما تعرضت له سفارة السويد فى بغداد من هجوم بعض المستائين من واقعة حرق المصحف ، تصرف مرفوض من قبل الحكومة العراقية ، وأن بلاده ستظل ملتزمة باتفاقية فيينا التى تنظم العلاقات الدبلوماسية بين الدول.

وفى نفس الإطار ما زالت موجات الغضب تزداد فى بغداد وتصاعدت حدة التظاهرات لليوم الثالث على التوالى للتنديد بحرق المصحف الشريف ، وما زالت الحكومة العراقية تحاول السيطرة على الموقف

تاريخ مسيئ من الغرب تجاه الإسلام

واقعتى السويد بانتهاك مقدسات المسلمين وحرق المصحف الشريف ، ما هى إلا حقلة فى مسلسل طويل قادة بعض المتطرفين ضد الإسلام فى عدد من دول الغرب ، فما هى إلا واقعتين أعادت فتح جرح اساءة الغرب للإسلام ، ويأتى على رأس تلك الدول الدنمارك ، عندما قامت صحيفة " بولاندس بوستين " فى عام 2005 بنشر مقال طويل تحت عنوان " وجه محمد " يتضمن عدد من الرسومات والصور المسيئة للرسول الكريم ، ولم تنته القضية عند هذا الحد رغم الانتفاضة التى شهدها العالم لرفض ما نشرته الصحيفة ، حيث تعمدت صحف غربية أخرى ، إعادة نشر نفس الصور دون مراعاة لمشاعر مليار ونصف ميار مسلم حول العالم ومن بينها صحيفة " ماغرين " النرويجية ، وصحف إلمانية وفرنسية .

وخلال عام 2010 أصدر أحد الكتاب المتطرفين فى الدنمارك كتاب جديد تحت عنوان " طغيان الصمت " يتضمن مجموعة من الصور المسيئة للرسول الكريم ، وفى عام 2015 نشرت مجلة " شارلى إيبدو " الفرنسية رسومات مسيئة للنبى محمد ، أما الطامة الكبرى طلب أحد المتطرفين الدنماركيين ، والذى يعمل فى مجال التعليم بضرورة وضع الرسومات المسيئة التى نشرتها الصحيفة الدنماركية ضمن المنهج التعليمى بالدنمارك وتدريه للطلاب هناك فى تحدى صارخ للمسلمين فى العالم.

وفى العام الماضى ، قام المتطرف السويدى والذى يحمل الجنسية الدنماركية " راسمون بالودان " بحرق نسخة من المصحف الشريف وتعمد تصوير الواقعة ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعى فى مشهد أغضب المسلمين فى العالم ، حتى جاءت الوقعتين المتتاليتين فى السويد ، لتزيد من غضبة العالم الإسلامى من محاولات الغرب النيل من الإسلام والمسلمين

فيما حذر مجموعة من المحللين وخبراء السياسة العالميين ، من جراء استمرار تلك الانتهاكات التى من شأنها نشر العنف ، وعودة الإرهاب من جديد واستهداف بعض الدول بدعوى الدفاع عن الدنيا ، مؤكدين أن وقتها ستجد تلك الجماعات المتطرفة الأسباب التى تدفعها للقيام بأعمال عنف والمتمثلة فى الرد على الإساءة لمقدسات المسلمين