الذكاء الاصطناعى يركع أمام القدرة الإلهية
تقرير يكتبه – محمد مقلد
مع بداية الألفية الثالثة ، بدأ العالم يتعرض لظواهر كونية إلاهية ، ربما بعضها ظهر قبل بداية تلك الألفية ، ولكن بصورة أقل حدة ، وعلى فترات متباعدة جداً ، تصل لعشرات وربما مئات السنين ، وبدا العالم وما وصل له من تكنولوجيا وذكاء اصطناعي ، عاجزاً عن مواجهة تلك الظواهر ، بل فى كثيراً من الأحيان يعجز عن مجرد تفسيرها ، رغم كل الأساليب والتقنيات الحديثة التى تعتمد عليها الدول العظمى لإيجاد تحاليل وتفاسير منطقية لما يحدث حولها ، من متغيرات غريبه لم يعهدوها من قبل ، فكل عام منذ بداية هذه الألفية ، يأتى بظاهرة كونية إلاهية جديدة ، لتزيد الأمور تعقيداً أمام عقول اعتقدت أنها وصلت لذروة تكنولوجيا العلم الحديث وتسطيع أن تتحكم حتى فى المناخ نفسه ، ووقف ذلك الحاسوب الذى يمدوه بالمعلومات ، للتنبؤ بما سيحدث مستقبلاً فى بعض الظواهر ، فيما عرف بـ " الذكاء الاصطناعي " عاجزاً ، يركع أمام القدرة الإلهية .
معظم الدول ، اهتمت بشكل كبير بتطوير أسلحتها ، وتحديث طائرتها ، وغواصاتها
وأساطيلها الحربية ، لردء أى خطر يهدد سلامة أراضيها ، وتخويف والانقضاض على غيرها
للاستيلاء على ثرواته ، ووصلت دول الغرب
ولاسيما العظمى منها لقمة الصناعة فى هذا المجال الحربى ، وأصبحت تمتلك حتى
الأسلحة الكيماوية والنووية ، وبدت هذه الدول تتجبر وتفرض سيطرتها على الدول
الضعيفة ، لاعتقادها أنها وصلت لقمة التكنولوجية التى تساهم فى قوتها وتضعها فى
مصاف الدول التى لا تقهر ، حتى جاءت الظواهر الكونية بمتغيراتها المخيفة من
فيروسات قاتلة ، وزلازل مدمرة ، ومناخ قاتل ، وكائنات فضائية غامضة ، لتبين لهم
حجم أساليبهم التكنولوجية الحديثة أمام القدرة الإلهية.
الفيروسات والتدخل البشرى
عندما بدأ العالم يتعرض للفيروسات القاتلة ، خلال الألفية الثالثة ولاسيما
ما يتعلق بفيروس " الكوفيد " بأنواعه حتى وصل لـ " الكورونا "
خرجت الأبواق الإعلامية لتؤكد أنه من صنع البشر ، وأن الصين هى من صنعته ، وروايات
من وحى الخيال ، لا أساس لها من الصحة ولا دليل مقنع عليها ، فالفيروسات هى قدرة إلاهية فقط ، لا دخل للبشر
فيها ، والدليل على ذلك أن البكتيريا والفيروسات القاتلة ظهرت منذ عهد النبى عليه الصلاة
والسلام والصحابة من بعده .
ففى القرن السابع عشر تعرضت
البشرية ولاسيما بالمنطقة الأمريكية ، لبكتيريا اليرسينية القاتلة والتى أطلقوا
عليها اسم " الطاعون الأسود " والتى انتشرت بجبال الأنديز وكان مصدرها "
براغيث الحيوانات البرية " وظل هذا الطاعون يظهر على مراحل منذ القرن السابع
عشر حتى القرن التاسع عشر وبأسماء وأعراض مختلفة ، وبدا ينتشر بدول أوروبا وحصد ملايين الأرواح فى مناطق متنوعة ، حتى ذكرت
الإحصائيات وقتها أن هذا الطاعون قتل 50% من سكان أوروبا ، ووصل
الطاعون لمرحلته الثالثة ، فى وضع يشبه
كثيراً فيروس كورونا ، والغريب أن تلك الأوبئة كانت تظهر بشكل أكبر بدول أوروبية
وأمريكا والصين بقارة أسيا ، ولم يظهر بشمال أفريقيا إلا بشكل قليل الحدة للغاية .
حتى فى عهد النبى محمد عليه الصلاة والسلام ، ظهر وباء الطاعون ، فى العام السادس من الهجرة ، في بلاد فارس ، وأودى بأرواح المئات من أبناء تلك المنطقة ، وأطلق عليه طاعون " شيروية " نسبة إلى ملك بلاد فارس وقتها ، ومن بعده ظهر طاعون "عمواس" الذى انتشر فى العام الثامن عشر من الهجرة ، وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى القرية التى خرج منها ، فالوباء منذ قديم الأزل وهوصنيعة القدرة الإلهية ولا دخل للبشر فى ذلك ، والجميع شاهد رئيس وزراء إيطاليا عندما حصد فيروس " كورونا " ، مئات الآلاف من أرواح المواطنين فى بلاده ، وعجزت كل التدخلات الطبية عن إيقاف حالات الوفيات المتلاحقة ، وهو يقول " لقد انتهت حلول الأرض وننتظر الحل من السماء
المناخ والرعب العالمى
تمكن الغرور من بعض الدول ، بعد
تقدمها فى مجال التكنولوجية بصورة كبيرة ، ووصل بهم هذا الغرور ، إلى أن يعلنوا
أنهم يستطيعون التحكم فى المناخ ، وانتشرت مع بداية الألفية الثالثة هذه التصريحات
عبر وسائل الإعلام المختلفة ، حتى جاءت القدرة الإلهية ، لتقلب تلك التصريحات
الغير مسئولة ، إلى كابوس مزعج يرعب الجميع، ووقف هؤلاء على رأسهم رؤساء الدول
العظمى ، ليعترفوا أنهم عاجزين عن مواجهة الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة ، التى
يشهده العالم هذا العام.
حتى الصين التى تتباهى بأنها من
أوائل الدول فى تطبيق التكنولوجية الحديثة ، عجزت عن حماية محصولها من القمح ،
بعدما ضربت الأمطار المناطق الزراعية بصورة غير مألوفة فى موعد زراعة القمح حتى
تعرض للتلف ، وبدأت الدولة الأكثر انتاجاً للقمح فى العالم ، تلجأ لاستيراده
لتلبية احتياجات مواطنيها ، بل وأصبحت على رأس الدول المستوردة
وخرج الرئيس
الأمريكي جو بايدن ليعلن إفلاس بلاده وعجزها عن مواجهة موجة الحرارة الشديدة ، التى بدأت تضرب العالم ، ووصف تلك الظاهرة
المناخية بأنها تمثل " تهديد للوجود " وتناسى مشروع هارب الذى يتحكم فى
المناخ كما أدعوا .
ونقلت "فرانس برس" تصريحات عن بايدن قال
فيها " إن ارتفاع حرارة الجو هو السلاح
القاتل رقم واحد المرتبط بالمناخ " في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن ارتفاع
درجات الحرارة بهذا الشكل ، سيزيد من أعداد ضحايا ارتفاع الحرارة بالولايات
المتحدة ، بعد أن كان يقضى على 600 مواطن
أمريكى كل العام .
فيما جاءت تصريحات ، " أنطونيو غوتيريش " أمين
عام الأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفى عقد في
نيويورك ، للتعليق على التقرير الصادر من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ، بالاشتراك مع مؤسسة " كوبرنيكوس "
لتتبع تغيرات المناخ ، الذى كشف تسجيل ارتفاع قياسي في درجات الحرارة العالمية خلال
شهر يوليو ، لتؤكد مدى حجم الكارثة المناخية التى يتعرض لها العالم.
حيث أكد أنطونيو فى تصريحاته ، أن عواقب هذا الارتفاع القياسي في درجات الحرارة
" واضحة ومأساوية " حيث تجرف الأمطار الموسمية الأطفال وتهرب العائلات
من لهيب النيران ، وينهار العمال بسبب
الحر الشديد.
وأضاف ، أن هذا الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة يعد
كارثة حقيقية لكوكب الأرض بالكامل ، و أن هذا الصيف " قاسى جداً "
بالنسبة لمناطق متعددة فى أمريكا الشمالية
وأوروبا وأفريقيا ، وأعلن عن مخاوفه من سرعة " التغير المناخى " فى ظل
فشل أى توقعات بالنسبة للمناخ مستقبلاً .
ونتيجة لهذا التغير المناخى المخيف ، وارتفاع درجات الحرارة ، بصورة لم
تشهدها البشرية من قبل ، تعددت الحرائق فى العديد من الدول ، من أخطرها ما تعرضت
له اليونان من حرائق ، وصلت لدرجة أن يخرج " كيرياكوس ميتسوتاكس " رئيس
الوزراء اليونانى ليصرح ، بأن اليونان دخلت حرب فعلية مع الحرائق التى اشتعلت فى
الغابات من جراء ارتفاع درجات الحرارة فى البلاد ، بشكل غير مسبوق
مضيفاً أن الحكومة اضطرت إلى إجلاء 32 ألف مواطن ، كإجراء احترازى من
جزيرتى كورفو ورودوس السياحيتين ، لقربهما من موقع الحرائق ، وأن هناك ما يقرب من
3700 مواطن آخر سيتم إجلائهم إذا لم تتوقف تلك الحرائق .
الكائنات الفضائية وأطباق التجسس
الحديث عن الكائنات الفضائية والأجسام الغريبة التى بدت تظهر فى فضاء كوكب
الأرض ، انتشر كانتشار النار فى الهشيم خلال الفترة الأخيرة رغم أنه ظهر منذ سنوات
بعيدة ، ونسجت القصص والروايات حول هذه الظاهرة ، التى بدأت تبث الرعب والخوف فى
قلوب رؤساء كبار الدول ، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ، وخرج
البعض ليشيع أنها عبارة عن أطباق تجسس من صنع دول للتجسس على دول أخرى ، وهذا
الفريق استشهد بواقعة المنطاد الصينى الذى سقط بالأراضي الأمريكية ، رغم أن
الحكومة الصينية أكدت بأن هذا الطبق الطائر ، الهدف منه مراقبة حالة المناخ ولا علاقة له بأى نوع من أنواع التجسس.
والبعض الآخر، ذهب إلى ما هو أبعد وأغرب من ذلك بكثير ، حيث أشاعوا أن تلك
الكائنات مجموعة من سكان الفضاء الخارجي ،
الذين يقومون بزيارة الأرض بين الحين والآخر ، وأن مخابرات بعض الدول الكبرى ، تمكنت من الإمساك ببعض
تلك المخلوقات الغريبة وحبسها ، ولكنها تتعمد إخفاء الأمر لما يحمله من أسرار خطيرة
.
والغموض الكبير
الذى يحيط بتلك المخلوقات الفضائية ، دفع بعض علماء الغرب ، إلى الاعتقاد أن هناك كائنات فضائية ، أرقى من
المتواجدة على الأرض ، وهى سبب رئيسى فى وجود الحياة بشكل عام على كوكب الأرض ،
وأن هذه الكائنات الفضائية يزورون الأرض باستمرار ولهم آثار غريبة عليها مثل
رسومات كهوف تاسيلي والأهرمات العجيبة ، التي تنتشر في أماكن كثيرة من الأرض
وأحجار ستون هينغ في بريطانيا الى غير ذلك من الظواهر الكثيرة التي لا تقوم على
دليل عقلى واحد.
وتعددت الأقاويل من طيارين سواء أمريكيين أو بريطانيين أو حتى روس ، فيما
يتعلق برؤيتهم لتلك الكائنات الفضائية ، وتعددت الأوصاف حول الصورة التى شاهدوا
فيها تلك الكائنات ، وتناثرت الروايات والقصص حول رواد الفضاء ما بين الاختفاء ،
والاختطاف وغيرها من الأقاويل التى لا تستند على أدلة قطعية.
ومن أشهر تلك الروايات، ما ذكره الطيار البريطانى " راى بوير " والذى أكد أنه شاهد طبقاً طائرا ، يحلق فوق
جزيرة الديرني الواقعة بين البر الرئيسي لبريطانيا وفرنسا ، وأن هذا الجسم الغريب بلغ عرضه قرابة الميل وكان على بعد
10 اميال غرب الجزيرة وبارتفاع 2000 قدم ، وأن هذا الطبق بدا باللونين الأصفر
والأخضر ، وكان ساكناً لا يتحرك.
ومهما كانت صحة أو عدم صحة تلك الروايات ، فإن تلك
الظاهرة بدأت تقلق الولايات المتحدة الأمريكية ، أكبر دول العالم ، وتواصلت جلسات مجلس النواب
الأميركي ، للوقوف على حقيقة تلك الظاهرة ، لاسيما وأن الروايات أكدت أن تلك
الأجسام تتواجد بكثرة محلقة بفضاء الولايات المتحدة.
وبدأ مجلس النواب
الأميركي ، يستمع لشهادات مسؤولين متخصصين
فى علم الفضاء ، حول الأجسام الطائرة المجهولة والكائنات الفضائية والقلق بشأن
التهديد المحتمل للأمن القومي لبلاد العم سام ، الذي تشكله أجسام مجهولة تحلق
بالقرب من الطائرات العسكرية الأميركية ، وقامت
معظم التصريحات والتفسيرات حول هذا الشأن ، على فكرة احتمال وجود نشاط خارج كوكب الأرض
وكائنات فضائية تقوم بنشاط مجهول في المجال الجوي للكوكب.
واهتم علماء الإسلام بالظاهرة ، وخرجوا ليؤكدوا ، أن تلك
المخلوقات من صنع الله تعالى ، وأن تواجدها مذكور فى القرآن الكريم فى عدة آيات
مختلفة ، منها قوله تعالى " ولله يسجد ما فى السموات وما فى الأرض من دابة
والملائكة وهم لا يستكبرون " وقوله تعالى " يسبح لله ما فى السموات وما
فى الأرض " ، وهى اجتهادات حاولوا تفسيرها من خلال ما ورد بالقرآن والسنة ،
مع العلم أن قدرة الله لا تحتاج لتفسير ، فمن الوارد أن يخلق الله تعالى كائنات
تعيش على أرض أخرى ، تعبده وتسبحه ، ربما تكون بديلة للأرض التى نعيش عليهاً
حالياً ، فقدرة الله لا ترتبط بزمان أو
مكان يجعلنا فى حاجة لأثبات ذلك من خلال تفسير بعض الآيات القرآنية ، فهناك
متغيرات عدة حدثت فى هذا الزمان ، لم يلتفت أليها القرآن مثل التغيرات المناخية
مثلاً رغم أنها قدرة إلاهية خالصة .
الزلزال ومشروع هارب الوهمى
ومع انتشار الزلزال ، فى عدة دول ومناطق متعددة خلال
السنوات الأخيرة ، وكان أقواها على الإطلاق الزلازل التى تعرضت لها تركيا وسوريا ،
وأودت بحياة المئات من المواطنين وانهيار العمارات السكنية ، خرجت علينا أيضاً
وكالات أنباء عالمية ومحلية لتحاول أن تلصق تلك الظاهرة بالتدخل البشرى ، واشاعة
أن جهاز هارب السرى التابع للولايات المتحدة هو الذى أحدث تلك الزلازل لأسباب سرية
، وأنه جهاز يستطيع أن يتحكم فى عدد من الظواهر والمناخ ، من خلال بعض الإجراءات
التى تعتمد على قصف الغلاف الجوى أو القشرة الأرضية بموجات وأشعة معينة .
وإذا كان هذا المشروع الأمريكى يتحكم كما يقولون فى
المناخ ، فها هى أمريكا تصرخ من ارتفاع درجات الحرارة ، وإذا كان يتحكم فى الزلازل
، فمن أين أتت الزلازل التى ضربت أمريكا خلال السنوات الأخيرة ، من بينها زلزال بقوة 6 ريختر ضرب مناطق واقعة بين ولايتى
نيفادا وكاليفورنيا غرب الولايات المتحدة الأمريكية ولايتي كاليفورنيا ونيفادا الأمريكيتين.
وأكدت هيئة
المساحة الجيولوجية الأمريكية وقتها ، أن
توابع الزلزال العشرات من الهزات الارتدادية ، معظمها وصل إلى 4 ريختر .